الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وهذه القراءة المنفردة كأنها أشد تشابه لفظ: لأن ظاهرها أن قلبه ألقي إليه، وليس في اللفظ أنه هو ألقاه، فاتصل بعض ببعض، فكأنه ألقي سمعه إليه وقلبه، حتى كأن ملقيا غيره ألقي سمعه إلى القرآن. وليس عجيبا أن يقال: إن قلبه عند ذلك معه، لأنه إذا كان هو الذي ألقه نحوه فالعرف أن يكون قلبه معه، وهو شاهد لا غائب.ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن السلمي وطلحة: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوب}، بفتح اللام.قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك، وذكرنا رأي أبي بكر ونحوه من المصادر التي جاءت على فعول بفتح الفاء، كالوضوء، والولوع، والطهور، والوزوع، والقبول، وأنها صفات مصادر محذوفة، أي: توضأت وضوءا وضوءا، أي وضوءا حسنا. وكذلك هذا أي: ما مسنا من لغوب لغوب، فيصف اللغوب بأنه لغوب، أي لغب ملغب. اهـ.
.قال الدمياطي: سورة ق مكية وآيها خمس وأربعون مشبه الفاصلة ثلاثة {ق} {للعباد} {عليهم بجبار} وعكسه موضعان و{ثمود} و{إخوان لوط}.القراءات:عن الحسن {قاف} بكسر الفاء بلا تنوين على الجر بحرف قسم مقدر.وقرأ {أئذا} بتسهيل الثانية كالياء مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس ولهشام وجهان أحدهما التحقيق مع الفصل والثاني التحقيق مع القصر وبه قرأ الباقون وعن الأعمش بهمزة واحدة وكسر ميم {متنا} نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف.وقرأ {ميتا} الْآيَة 11 بالتشديد أبو جعفر ومر بالبقرة.وأثبت الياء في {وعيد} وصلا ورش وفي الحالين يعقوب.ولا خلاف في {الأيكة} هنا أنها بأل إنما الخلاف في الشعراء وص كما مر.وأدغم تاء {وجاءت سكرة} أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف.وعن الحسن {الصور} بفتح الواو وعنه الفاء بهمزة مكسورة وبألف ممدودة بعد القاف وهمزة منصوبة منونة مصدر ألقى.واختلف في {نقول} فنافع وأبو بكر بالياء من تحت والضمير لله تعالى وعن الحسن {يقال} بياء مضمومة وبألف بعد القاف مبنيا للمفعول والباقون بنون العظمة.وقرأ {ما يوعدون} الآية 32 بالياء من تحت ابن كثير ومر بص.وكسر تنوين من {منيب ادخلوها} أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما المفصل في البقرة وعاصم وحمزة ويعقوب.وعن الحسن {فنقبوا} بكسر القاف أمرا لأهل مكة بذلك.واختلف في {وإدبار السجود} الآية 41 فنافع وابن كثير وحمزة وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنه مصدر أدبر مضى ونصب على الظرفية بتقدير زمان أي وقت انقضاء السجود وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بفتحها جمع دبر وهو آخر الصلاة وعقبها وجمع باعتبار تعدد السجود وحرج بقيد السجود الطور المتفق على كسره إلا ما يأتي عن المطوعي إن شاء الله تعالى.ووقف على {يناد} بثبوت الياء ابن كثير بخلفه ويعقوب على الأصل ووقف الباقون بحذفها للرسم وتقدم في الوقف على المرسوم.وأثبت الياء في {المنادي} وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.وقرأ {يوم تشقق} الآية 44 بتخفيف الشين أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ومر بالفرقان.وأثبت الياء في {وعيد} وصلا ورش وفي الحالين يعقوب زوائدها ثلاث {وعيد} الْآيَة 45 معا {المناد} الْآيَة 41. اهـ..قال عبد الفتاح القاضي: سورة ق:{ق} سكت عليه أبو جعفر من غير تنفس.{والقرآن} تبصرة، إليه، لديه، جلي.{أئذا} سهل الهمزة الثانية مع الإدخال قالون والبصري وأبو جعفر، وسهلها من غير إدخال ورش والمكي ورويس وحققها الباقون من غير إدخال إلا هشاما فله الإدخال وعدمه.{متنا} كسر الميم نافع وحفص والأخوان وخلف وضمها غيرهم.{ميتا} شدد الياء أبو جعفر وخففها غيره.{الأيكة} اتفقوا على قراءته بأل.{وعيد} أثبت الياء وصلا ورش، وفي الحالين يعقوب، وحذفها الباقون مطلقا.{الشديد} آخر الربع.الممال:{هداكم}، و{يتلقى} {لدي} الوقف عليه بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.{جاءهم} معا {وجاءت} معا لابن ذكوان وخلف وحمزة.{ذكرى} بالإمالة للبصري والأصحاب والتقليل لورش.{كفار} بالإمالة للبصري والدوري، والتقليل لورش.المدغم الصغير:{وجاءت سكرة} للبصري والأخوين وخلف.الكبير:{يعلم ما}، {ونعلم ما}، {قرينه هذا}.{بظلام} {غير}، {من خشي}، {وهو}، {فسبحه}، {عليهم}، كله جلي.{نقول} قرأ نافع وشعبة بالياء، والباقون بالنون.{توعدون} قرأ المكي بالياء التحتية وغيره بالتاء الفوقة.{منيب ادخلوها} كسر التنوين وصلا البصريان وعاصم وحمزة وابن ذكوان وضمه الباقون كذلك.{وأدبار} كسر الهمزة المدنيان والمكي وحمزة وخلف، وفتحها غيرهم.{يناد} لا خلاف بين العشرة في حذف الياء وصلا، وأما في الوقف فأثبتها يعقوب وابن كثير بخلف عنه، وحذفها الباقون، وهو الوجه الثاني لابن كثير.{المناد} أثبت الياء وصلا المدنيان والبصري، وفي الحالين المكي ويعقوب وحذفها الباقون مطلقا.{تشقق} شدد الشين المدنيان والمكي والشامي ويعقوب، وخففها غيرهم.{وعيد} مثل الأول في الحكم. اهـ..فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة: .قال ابن خالويه: ومن سورة ق:قوله تعالى: {يوم نقول لجهنم} يقرأ بالياء إخبار من الرسول عن الله عز وجل وبالنون إخبار من الله تعالى عن نفسه عز وجل.ونصب يوم يتوجه على وجهين احدهما بقوله: {ما يبدل القول لدي} يوم نقول أي في يوم قولنا والثاني بإضمار فعل معناه {واذكر} يوم نقول.فأما قول جهنم فعند أهل السنة بآلة وعقل يركبه الله فيها على الحقيقة وعند غيرهم على طريق المجاز وأنها لو نطقت لقالت ذلك.قوله تعالى: {وأدبار السجود} يقرأ بفتح الهمزة على الجمع وبكسرها على المصدر.قوله تعالى: {المناد} يقرأ بالياء وحذفها على ما تقدم من القوم في نظائره والمنادى ها هنا إسرافيل والمكان القريب بيت المقدس.قوله تعالى: {يوم تشقق الأرض} يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد.أنه أراد تشقق فأسكن التاء الثانية وادغمها في الشين فشدد لذلك والحجة لمن خفف أنه أراد أيضا تشقق فحذف إحدى التائين تخفيفا.قوله تعالى: {فنقبوا في البلاد} يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد انه دل بذلك على مداومة الفعل وتكراره والحجة لمن خفف أنه أراد المرة الواحدة واصله التطواف في البلاد. اهـ..قال ابن زنجلة: 50- سورة ق:{يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} 3.قرأ نافع وأبو بكر {يوم يقول} لجهنم بالياء أي يوم يقول الله وقرأ الباقون {يوم نقول} بالنون أي نحن نقول وحجتهم قوله قبلها: {وما أنا بظلام للعبيد} 29 فقال أنا فأخبر عن نفسه.{هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ} 32قرأ ابن كثير {هذا ما يوعدون} بالياء وحجته قوله قبلها {وأزلفت الجنة للمتقين} ثم قال: {هذا ما يوعدون} أي يعني المتقين.وقرأ الباقون {هذا ما توعدون} بالتاء أي يقال لهم هذا ما توعدون.{ومن الليل فسبحه وأدبر السجود} 4.قرأ نافع وابن كثير وحمزة {وإدبار السجود} بكسر الألف مصدر أدبر يدبر إدبارا.وقرأ الباقون {وأدبار} بفتح الألف جمع دبر مثل قفل وأقفال.{واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} 41قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {يوم ينادي المنادي} بالياء في الوصل على الأصل وحذفوهما في الوقف للكتاب.وقرأ الباقون بحذف الياء في الوصل والوقف اتباعا للمصحف.{يوم تشقق الأرض عنهم سراعا} 44قرأ نافع وابن كثير وابن عامر {تشقق} بتشديد الشين الأصل تتشقق فأدغموا التاء في الشين.وقرأ الباقون {يوم تشقق} بتخفيف الشين حذفوا التاء اختصارا مثل تذكرون وتذكرون. اهـ..فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة: .قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم: سورة ق:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ..[سورة ق: آية 1]: {ق والقرآن الْمَجِيدِ (1)}..الإعراب: (الواو) واو القسم (القرآن) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم.جملة: {أقسم} بالقرآن لا محلّ لها ابتدائيّة.. وجواب القسم محذوف مقدّر بحسب سياق الكلام أي: لقد أرسلنا محمّدا، أو ما آمن كفّار مكّة بمحمّد صلى اللّه عليه وسلم..البلاغة: الإسناد المجازي: في قوله تعالى: {والقرآن الْمَجِيدِ}.حيث وصفه بذلك لأنه كلام المجيد، فهو وصف بصفة قائله. فالإسناد مجازي، كما في القرآن الحكيم، أو لأن من علم معانيه، وعمل بما فيه، مجد عند اللّه تعالى وعند الناس..[سورة ق: الآيات 2- 3]: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقال الْكافِرُونَ هذا شيء عَجِيبٌ (2) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُرابًا ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)}..الإعراب: {بل} للإضراب {أن} حرف مصدريّ {منهم} متعلّق بنعت لـ {منذر}..والمصدر المؤوّل {أن جاءهم} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ {عجبوا}.(الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المحذوف أي نرجع.جملة: {عجبوا} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {جاءهم منذر} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).وجملة: {قال الكافرون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.وجملة: {هذا شيء} في محلّ نصب مقول القول.وجملة: {متنا} في محلّ جرّ مضاف إليه.وجملة: {كنّا ترابا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا.. وجواب الشرط محذوف تقديره نرجع أو فهل نرجع؟وجملة: {ذلك رجع بعيد} لا محلّ لها استئناف بيانيّ في حيّز قول الكافرين..الصرف: {رجع}، مصدر سماعيّ لفعل رجع الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون..[سورة ق: الآيات 4- 5]: {قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)}..الإعراب: {قد} حرف تحقيق {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف {منهم} متعلّق بحال من العائد المحذوف، (الواو) عاطفة- أو حالية- {عندنا} ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {كتاب}.جملة: {علمنا} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {تنقص الأرض} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).وجملة: {عندنا كتاب} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.5- {بل} للإضراب الانتقاليّ {بالحقّ} متعلّق بـ {كذّبوا}، {لمّا} ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (الفاء) عاطفة {في أمر} متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ {هم}.وجملة: {كذّبوا} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {جاءهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لمّا جاءهم الحقّ كذّبوا به.
|